إعلام ذوى الهمة العلية بما ذكرناه فى جامع الأحاديث من التراجم والفوائد والتعقبات العلمية

يعتبر جامع الأحاديث من أوسع كتب متون السنة الشريفة والذى صدر فى (13) مجلدا عن دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف الكويتية فى مشروع علمى تحت رعاية د . حسن عباس زكى وإشراف فضيلة الأستاذ الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية ، وقد كان للفقير عصام أنس الزفتاوى شرف رئاسة اللجنة التى قامت بتحقيقه ، كما قدمنا له بدراسة وافية شملت تراجم واسعة للسيوطى والمتقى الهندى والمناوى والنبهانى ، كما قدمت هذه الدراسة تحليلا جديدا لمؤلفاتهم من خلال رؤية منهجية جديدة لتحليل المصنفات ، بالإضافة إلى ذلك فقد تكلمت الدراسة عن منهج العمل ، وأهم الفوائد العلمية التى قدمها المشروع من مناقشات علمية وفوائد حديثية وتراجم لرواة تفردت الموسوعة بهم إلى غير ذلك ، وقد صدرت الموسوعة فى قرص مدمج بالإضافة إلى النسخة المطبوعة .
ومن الخدمات العلمية التى قدمناها : العديد من تراجم الرواة الذين لا ترجمة لهم فى الكتب المعروفة ، والعديد من الفوائد والتعقبات على الحفاظ ، مما نرجو أن نكون قد وفقنا فيه للصواب ، وهذه المدونة تعنى بجمع ما تناثر من ذلك فى ثنايا الكتاب ، وأوردناه هنا على ترتيب ورودها فى جامع الحديث مع ذكر نص الكلام بتمامه .

الثلاثاء، ٦ نوفمبر ٢٠٠٧

236) قاعدة عزيزة أفادها الحافظ أن ذكر حديث باطل فى ترجمة يقتضى أن الحمل فيه على المترجم بمجرد ذكر الحديث فى ترجمته، وفيه أيضا الترجمة لأحد شيوخ البزار

حديث (10767) بَعث الله يحيى بن زكريا إلى بنى إسرائيل بخمس كلمات فلما بعث الله عيسى قال الله يا عيسى قل ليحيى بن زكريا إما أن تبلغ ما أرسلت به إلى بنى إسرائيل وإما أن أبلغهم فخرج يحيى حتى صار إلى بنى إسرائيل فقال إن الله أمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا ومثل ذلك كمثل رجل أعتق رجلاً وأحسن إليه وأعطاه فانطلق وكفر ولىَّ نعمته ووالى غيره وإن الله يأمركم أن تقيموا الصلاة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأرادوا قتله فقال لا تقتلونى فإن لى كنـزًا وأنا أفدى نفسى فأعطاهم كنـزه ونجا بنفسه وإن الله يأمركم أن تصدقوا ومثل ذلك كمثل رجل سعى إلى عدوه وقد أخذ للقتال جنته فلا يبالى من حيث أوتى وإن الله يأمركم أن تقرءوا الكتاب ومثل ذلك كمثل قوم فى حصنهم صار إليهم عدوهم وقد أعدوا فى كل ناحية من نواحى الحصن قوما فليس يأتيهم من ناحية من نواحى الحصن إلا وبين أيديهم من يدرؤهم عن الحصن فذلك مثل من يقرأ القرآن لا يزال فى أحصن حصن (البزار عن على، ورجاله موثقون)
------------------------------------------------------
التخريج
أخرجه البزار (2 / 276، رقم 695) . قال الهيثمى (1 / 44): ((رجاله موثقون إلا شيخ البزار الحسن بن محمد بن عباد فإنى لم أعرفه)) .
------------------------------------------------------
التعليقات العلمية
قال مقيده عفا الله عنه: الحسن بن محمد بن عباد أبو على البغدادى شيخ البزار، ولم يرو عنه كثيرا، ولم نقف له على ذكر ولا رواية فى المصادر التى بين أيدينا إلا فى هذا الموضع، وقد ترجم له الخطيب فى التاريخ فى موضعين سماه فى الأول الحسن، وفى الثانى الحسين، وترجم له الذهبى فى الميزان ووافقه الحافظ فى اللسان باسم الحسين، وقالا: ((لا يعرف))، وذكر الذهبى حديثا آخر باطلا من روايته، وتعقبه الحافظ بقوله: ((وهذا لا ذنب فيه لشيخ البزار، والحمل فيه على كوثر بن حكيم (أحد رواة ذلك الحديث الآخر)، فإنه متهم بالكذب))، فأفاد كلام الحافظ قاعدة عزيزة وهى أن ذكر حديث باطل فى ترجمة أحد الرواة يقتضى أن الحمل فيه عليه بمجرد ذكر الحديث فى ترجمته، ولهذا تعقب الحافظ كلام الذهبى . انظر: تاريخ بغداد (7 / 411، ترجمة 3955)، (8 / 90، ترجمة 4186)، الميزان (2 / 304، ترجمة 2048)، اللسان (2 / 309، ترجمة 1269) .

ليست هناك تعليقات:

ابحث

Google