حديث (11095) تدنو الشمس من الناس يوم القيامة حتى تكون من الناس على قدر ميلين ويزاد فى حرها فتصهرهم فيكونون فى العرق بقدر أعمالهم فمنهم من يأخذه العرق إلى كعبيه ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه ومنهم من يأخذه إلى حقويه ومنهم من يلجمه إلجاما (الطبرانى عن المقدام بن معد يكرب)
------------------------------------------------------
التخريج
أخرجه الطبرانى (20 / 281، رقم 666) . قال الهيثمى (10 / 335): ((فيه إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصى ولم أعرفه وبقية رجاله حديثهم حسن)) . وأخرجه أيضًا: الترمذى (4 / 614، رقم 2421) وقال: حسن صحيح .
------------------------------------------------------
التعليقات العلمية
قال مقيده عفا الله عنه: إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصى شيخ الطبرانى، هكذا قال الهيثمى رحمه الله هنا، ولم يستحضر أنه يعرفه، وأنه نقل فى مواضع عن الذهبى أن ضعفه وأنه قال فيه: ((غير معتمد))، بل وتردد فى قبول تضعيفه فى موضع (5 / 72) فقال: ((ضعفه الذهبي فقال: غير معتمد، ولم أر للمتقدمين فيه تضعيفا)) . وانظر مجمع الزوائد أيضا: (2 / 250، 4 / 184، 5 / 28، 8 / 190) .
قلنا: إنما ضعفه الذهبى لظنه أنه غلط فى إسناد وسيأتى أن الغلط ليس منه، قال الذهبى - وتبعه الحافظ ولم يعقب -: ((إبراهيم بن محمد الحمصي شيخ للطبراني غير معتمد، قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان عن عبد الرحمن بن جبير عن كثير بن مرة عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: (يخرج المهدي وعلى رأسه مَلَك ينادي هذا المهدي فاتبعوه)، فالمعروف بهذا الحديث هو عبد الوهاب بن الضحاك لا ابن نجدة)) . انظر: ميزان الاعتدال (1 / 188، ترجمة 317)، اللسان (1 / 105، ترجمة 313) .
قلنا: إن صح أن الغلط منه فمن أخطأ فى حديث أو حديثين لا يرد حديثه، ومَن لا يغلط، قال سفيان الثورى: ((ليس يكاد يفلت من الغلط أحد إذا كان الغالب على الرجل الحفظ فهو حافظ وإن غلط، وإن كان الغالب عليه الغلط ترك))، وقيل لعبد الرحمن بن مهدى: ((أكتب عمن يغلط في عشرة . قال: نعم . قيل له: يغلط في عشرين . قال: نعم . قلت: فثلاثين . قال: نعم . قلت: فخمسين . قال: نعم))، وإنما شدد عليه الذهبى لعظم الوهم فى هذا الموضع حيث قلب الواهم - وليس بإبراهيم كما سترى - راو متروك متهم وهو عبد الوهاب بن الضحاك إلى راو ثقة وهو ابن نجدة .
قلنا: قد صرح إبراهيم بالراوية عن عبد الوهاب بن الضحاك فى مواضع عدة، فليس يتعمد قلبه، إن كان الوهم منه .
فما ذكرناه يدفع عن إبراهيم بن محمد الحمصي ما لمزه به الذهبى إن صح ما ذكره عنه، وكان الوهم منه، لكن برئ منها إبراهيم فقد أخرج الطبرانى فى الشاميين (2 / 71، رقم 937) حديث المهدى الذى أورده الذهبى عن إبراهيم بن محمد بن عرق عن عبد الوهاب بن الضحاك فأتى به على الصواب، فبرئ إبراهيم والطبرانى من عهدته، والعهدة تكون ممن هو دونهما فى المصدر الذى نقل منه الذهبى الحديث على صفة الوهم، إن لم يكن قد تصحف فى نسخته . انظر: الكفاية للخطيب (ص 144، 147)، والتهذيب (18 / 494، 519، ترجمة 3601، 3607) . ورواية إبراهيم عن ابن الضحاك: المعجم الكبير (5 / 236، رقم 5194 - 7 / 279، رقم 7134 - 8 / 117، رقم 7541) .قال مقيده عفا الله عنه: فاندفع بما ذكرنا - ولله الحمد - تضعيف الذهبى له والذى أقره عليه الحافظ، وصح تردد الهيثمى فيه بقوله ((ولم أر للمتقدمين فيه تضعيفا))، قلنا: بل رأينا للمتقدمين فيه ما يقتضى التعديل، فقد أخرج له أبو نعيم فى المستخرج على مسلم، والضياء فى المختارة عدة أحاديث، وقد أكثر عن الطبرانى فى الشاميين (أكثر من 200 موضع)، والكبير (70 موضعا ) وأخرج له فى سائر مصنفاته كالصغير والدعاء وغيرها، ولإبراهيم هذا مشيخة وسط تدل على عناية لا بأس بها بالحديث، والطبرانى هو راويته، وحديثه فى الدواوين ككتب أبى نعيم والضياء وابن عساكر جله من رواية الطبرانى عنه . وانظر: المستخرج على مسلم لأبى نعيم (4 / 149، رقم 3461)، والمختارة مواضع منها (8 / 230، 267، 275) . والله أعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق