109) التعقب على الحافظين الذهبى وابن حجر فى اتباعهما للحافظ ابن الصلاح فى اتهامه لعبد الله بن حيدر القزوينى ، والصواب أنه إمام كبير متقن مأمون ، وفيه التنبيه على قاعدة مهمة بعدم قبول الاتهام مطلقا :
حديث (9834) أهل القرآن أهل الله وخاصته (أبو القاسم عبد الله بن حيدر فى مشيخته ، والرافعى عن على)
------------------------------------------------------
التخريج
أخرجه الرافعى (3 / 304) .
------------------------------------------------------
التعليقات العلمية
قال مقيده عفا الله عنه : أبو القاسم ابن حيدر ، خرج له الإمام السيوطى فى موضعين تقدم أحدهما تحت طرف ((إذا وقعت فى ورطة)) ، وهو شيخ الرافعى وذكر أنه إمام كبير ، لكن نقل الذهبى وتبعه الحافظ أن ابن الصلاح اتهمه ، وهو متعقب . وبيان ذلك أن الذهبى ترجمه فى الميزان فقال : ((عبد الله بن حيدر القزوينى الفقيه عن زاهرالشحامى وطبقته ، وخرَّج لنفسه أربعين حديثا اتهمه ابن الصلاح)) ، فتبعه الحافظ فى اللسان وزاد : ((وأصله من قزوين ورحل إلى خراسان فأخذ عن أئمة الشافعية بها وأخذ الحديث عن زاهر والفراوى ويوسف الهمدانى وغيرهم ، واستوطن همدان وحدث بها ومات بعد الثمانين وخمس مائة ، وكنيته أبو القاسم كجده)) ، قلنا : توفى (582 هـ) تحديدا على ما ذكره الرافعى . ولم يدركه ابن الصلاح (577 هـ - 643 هـ) وجرحه له غير مفسر ، وليس كل دعوى بالاتهام مقبولة . والرافعى أدركه وأكثر عنه وخبر مروياته وأحواله ورافق أصحابه ، وكأن الحافظين الذهبى وابن حجر لم يستحضرا ما قاله الرافعى ، ويدل عليه أن الرافعى ذكر وفاته بالتحديد ، بينما ذكرها الحافظ على التخمين .
فقد ترجم الرافعى له فى التدوين ، وخرج عنه فى مواضع وذكره فى الأغلب بلقب الإمام ، وترجم لكثير من أصحابه ، ومما قاله فى ترجمته (3 / 223-225) : ((إمام كبير مشهور بعيد الصيت كان أكثر مقامه بهمدان يدرس ويفتى بها مهيبا موقرا عند السلاطين والأكابر فضلا عن الأوساط والعوام ، قوالا بالحق ، ناصحا للخلق ، وصنف فى الحديث والأصولين والخلاف وتخرج به جماعة جمة ، وانتشر علمه وأصحابه فى الأطراف ، وكان رفيع القدر والهمة ، ومع ذلك حسن المحاورة والخلق والصحبة ، سافر فى أول أمره الكثير متفقها ، ولقى كبار الأئمة وسمع الحديث بقزوين وبنيسابور وسرخس وطوس وغيرها ، وأدرك الأسانيد العالية ، وخُرجت من مسموعاته التخاريج ... توفى سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة)) ، وذكر الرافعى فى مواضع أن لابن حيدر مشيخة سمعت منه .
وهو شيخه المباشر ، وهو أدرى بحاله ، وقد أثنى عليه جدا ، وبين أنه كان قوالا بالحق مهيبا عند العامة والخاصة ، أدرك الأسانيد العوالى وخرجت مسموعاته ، ومن كانت هذه صفته فلأى شىء يكذب ، مع عناية أهل الحديث بحديثه وتخريج مسموعاته ، والرحلة إليه ، ومن تأمل كثرة أصحابه الذين سمعوا منه تردد فى قبول دعوى الاتهام فإن كلام العلماء بعضهم فى بعض - على ما قرر الذهبى - ينبغى أن يتأنى فيه ، أفيرحل كل هؤلاء ويعتنوا بسماع حديث كذاب ، لم تجر عادة أهل هذا الشأن بمثله ، وقد حجزت ترجمة الذهبى له فى الميزان أصحاب طبقات الحفاظ من بعده عن التذييل به عليه فأهملوا ذكره فى طبقات الحفاظ ، والله أعلم . انظر : التدوين (3 / 223 ترجمته ، 1 / 223 ، 237 ، 277 ، 2 / 149 ، 309 ، 414 ، 3 / 303 ، 366 ، وغيرها من المواضع) ، طبقات الشافعية الكبرى (7 / 123 ، ترجمة 818) ، ميزان الاعتدال (4 / 87 ، ترجمة 4287) ، اللسان (3 / 280 ، ترجمة 1171) . وانظر بخصوص عدم قبول الاتهام مطلقا : ترجمة الإمام الطبرى محمد بن جرير ، وقد اتُهم بالوضع !! ، فرد الذهبى ذلك ردا بليغا قويا فقال : ((رجم بالظن الكاذب ، بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين وما ندعى عصمته من الخطأ ، ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى ، فإن كلام العلماء بعضهم فى بعض ينبغى أن يتأنى فيه ولا سيما فى مثل إمام كبير)) ، وترجمة الإمام أبو بكر ابن المنذر : محمد بن إبراهيم ، الذى نسب إلى العقيلى أنه كان يحمل عليه وينسبه إلى الكذب ، فرده الذهبى وقال : كلامه من قبيل كلام الأقران بعضهم فى بعض ، فانظر الميزان : (6 / 90 ، ترجمة 7312) ، (6 / 38 ، ترجمة 7129) . وترجمة يحيى بن أبى أنيسة الذى اتهمه أخاه زيد بالكذب ، وضعفه الجمهور ، وتركه غير واحد ، ولكن لم يعتمدوا تكذيب أخيه له ولم يتهمه غيره ، انظر : التهذيب (31 / 223 ، ترجمة 6789) . وقد ذكرنا نماذج تصلح للقضية نفسها أيضا تحت طرف ((إنها ستخرج رايات من المشرق)) ، ((أولعتهم بعمار يدعوهم)) .
------------------------------------------------------
التخريج
أخرجه الرافعى (3 / 304) .
------------------------------------------------------
التعليقات العلمية
قال مقيده عفا الله عنه : أبو القاسم ابن حيدر ، خرج له الإمام السيوطى فى موضعين تقدم أحدهما تحت طرف ((إذا وقعت فى ورطة)) ، وهو شيخ الرافعى وذكر أنه إمام كبير ، لكن نقل الذهبى وتبعه الحافظ أن ابن الصلاح اتهمه ، وهو متعقب . وبيان ذلك أن الذهبى ترجمه فى الميزان فقال : ((عبد الله بن حيدر القزوينى الفقيه عن زاهرالشحامى وطبقته ، وخرَّج لنفسه أربعين حديثا اتهمه ابن الصلاح)) ، فتبعه الحافظ فى اللسان وزاد : ((وأصله من قزوين ورحل إلى خراسان فأخذ عن أئمة الشافعية بها وأخذ الحديث عن زاهر والفراوى ويوسف الهمدانى وغيرهم ، واستوطن همدان وحدث بها ومات بعد الثمانين وخمس مائة ، وكنيته أبو القاسم كجده)) ، قلنا : توفى (582 هـ) تحديدا على ما ذكره الرافعى . ولم يدركه ابن الصلاح (577 هـ - 643 هـ) وجرحه له غير مفسر ، وليس كل دعوى بالاتهام مقبولة . والرافعى أدركه وأكثر عنه وخبر مروياته وأحواله ورافق أصحابه ، وكأن الحافظين الذهبى وابن حجر لم يستحضرا ما قاله الرافعى ، ويدل عليه أن الرافعى ذكر وفاته بالتحديد ، بينما ذكرها الحافظ على التخمين .
فقد ترجم الرافعى له فى التدوين ، وخرج عنه فى مواضع وذكره فى الأغلب بلقب الإمام ، وترجم لكثير من أصحابه ، ومما قاله فى ترجمته (3 / 223-225) : ((إمام كبير مشهور بعيد الصيت كان أكثر مقامه بهمدان يدرس ويفتى بها مهيبا موقرا عند السلاطين والأكابر فضلا عن الأوساط والعوام ، قوالا بالحق ، ناصحا للخلق ، وصنف فى الحديث والأصولين والخلاف وتخرج به جماعة جمة ، وانتشر علمه وأصحابه فى الأطراف ، وكان رفيع القدر والهمة ، ومع ذلك حسن المحاورة والخلق والصحبة ، سافر فى أول أمره الكثير متفقها ، ولقى كبار الأئمة وسمع الحديث بقزوين وبنيسابور وسرخس وطوس وغيرها ، وأدرك الأسانيد العالية ، وخُرجت من مسموعاته التخاريج ... توفى سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة)) ، وذكر الرافعى فى مواضع أن لابن حيدر مشيخة سمعت منه .
وهو شيخه المباشر ، وهو أدرى بحاله ، وقد أثنى عليه جدا ، وبين أنه كان قوالا بالحق مهيبا عند العامة والخاصة ، أدرك الأسانيد العوالى وخرجت مسموعاته ، ومن كانت هذه صفته فلأى شىء يكذب ، مع عناية أهل الحديث بحديثه وتخريج مسموعاته ، والرحلة إليه ، ومن تأمل كثرة أصحابه الذين سمعوا منه تردد فى قبول دعوى الاتهام فإن كلام العلماء بعضهم فى بعض - على ما قرر الذهبى - ينبغى أن يتأنى فيه ، أفيرحل كل هؤلاء ويعتنوا بسماع حديث كذاب ، لم تجر عادة أهل هذا الشأن بمثله ، وقد حجزت ترجمة الذهبى له فى الميزان أصحاب طبقات الحفاظ من بعده عن التذييل به عليه فأهملوا ذكره فى طبقات الحفاظ ، والله أعلم . انظر : التدوين (3 / 223 ترجمته ، 1 / 223 ، 237 ، 277 ، 2 / 149 ، 309 ، 414 ، 3 / 303 ، 366 ، وغيرها من المواضع) ، طبقات الشافعية الكبرى (7 / 123 ، ترجمة 818) ، ميزان الاعتدال (4 / 87 ، ترجمة 4287) ، اللسان (3 / 280 ، ترجمة 1171) . وانظر بخصوص عدم قبول الاتهام مطلقا : ترجمة الإمام الطبرى محمد بن جرير ، وقد اتُهم بالوضع !! ، فرد الذهبى ذلك ردا بليغا قويا فقال : ((رجم بالظن الكاذب ، بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين وما ندعى عصمته من الخطأ ، ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى ، فإن كلام العلماء بعضهم فى بعض ينبغى أن يتأنى فيه ولا سيما فى مثل إمام كبير)) ، وترجمة الإمام أبو بكر ابن المنذر : محمد بن إبراهيم ، الذى نسب إلى العقيلى أنه كان يحمل عليه وينسبه إلى الكذب ، فرده الذهبى وقال : كلامه من قبيل كلام الأقران بعضهم فى بعض ، فانظر الميزان : (6 / 90 ، ترجمة 7312) ، (6 / 38 ، ترجمة 7129) . وترجمة يحيى بن أبى أنيسة الذى اتهمه أخاه زيد بالكذب ، وضعفه الجمهور ، وتركه غير واحد ، ولكن لم يعتمدوا تكذيب أخيه له ولم يتهمه غيره ، انظر : التهذيب (31 / 223 ، ترجمة 6789) . وقد ذكرنا نماذج تصلح للقضية نفسها أيضا تحت طرف ((إنها ستخرج رايات من المشرق)) ، ((أولعتهم بعمار يدعوهم)) .