إعلام ذوى الهمة العلية بما ذكرناه فى جامع الأحاديث من التراجم والفوائد والتعقبات العلمية

يعتبر جامع الأحاديث من أوسع كتب متون السنة الشريفة والذى صدر فى (13) مجلدا عن دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف الكويتية فى مشروع علمى تحت رعاية د . حسن عباس زكى وإشراف فضيلة الأستاذ الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية ، وقد كان للفقير عصام أنس الزفتاوى شرف رئاسة اللجنة التى قامت بتحقيقه ، كما قدمنا له بدراسة وافية شملت تراجم واسعة للسيوطى والمتقى الهندى والمناوى والنبهانى ، كما قدمت هذه الدراسة تحليلا جديدا لمؤلفاتهم من خلال رؤية منهجية جديدة لتحليل المصنفات ، بالإضافة إلى ذلك فقد تكلمت الدراسة عن منهج العمل ، وأهم الفوائد العلمية التى قدمها المشروع من مناقشات علمية وفوائد حديثية وتراجم لرواة تفردت الموسوعة بهم إلى غير ذلك ، وقد صدرت الموسوعة فى قرص مدمج بالإضافة إلى النسخة المطبوعة .
ومن الخدمات العلمية التى قدمناها : العديد من تراجم الرواة الذين لا ترجمة لهم فى الكتب المعروفة ، والعديد من الفوائد والتعقبات على الحفاظ ، مما نرجو أن نكون قد وفقنا فيه للصواب ، وهذه المدونة تعنى بجمع ما تناثر من ذلك فى ثنايا الكتاب ، وأوردناه هنا على ترتيب ورودها فى جامع الحديث مع ذكر نص الكلام بتمامه .

الأحد، ٩ سبتمبر ٢٠٠٧

75) التعقب على الحافظ الهيثمى بالتعريف بأحد شيوخ الطبرانى :

حديث (9396) إنه كان فيمن قبلكم من الأمم رجل يقال له مورق وكان متعبدا فبينما هو قائم فى صلاته ذكر النساء واشتهاهن وانتشر حتى قطع صلاته فغضب فأخذ قوسه فقطع وتره فعقده بخصييه وشده إلى عقبيه ثم مد رجليه فانتزعهما ثم أخذ طمريه ونعليه حتى أتى أرضا لا أنيس ولا وحش بها فاتخذ عريشا ثم قام يصلى فجعل كلما أصبح انصدعت الأرض فخرج له خارج منها معه إناء فيه طعام فأكل حتى شبع ثم يدخل فيخرج بإناء فيه شراب فيشرب حتى يروى ثم يدخل وتلتئم الأرض فإذا أمسى فعل ذلك قال ومر أناس قريبا منه فأتاه رجلان من القوم فمرا عليه تحت الليل فسألاه عن قصدهما فسَمَتَ لهما بيده قال هذا قصدكما حيث تريدان فسارا غير بعيد قال أحدهما ما يُسكِنُ الرجلُ ها هنا أرض لا أنيس بها ولا وحش ولو رجعنا إليه حتى نعلم علمه فرجعا فقالا له يا عبد الله ما يقيمك بهذا المكان بأرض لا أنيس بها ولا وحش قال امضيا لشأنكما ودعانى فأبيا وألحا عليه قال فإنى مخبركما على أن من كتمه علىّ منكما أكرمه الله فى الدنيا والآخرة ومن أظهر علىّ منكما أهانه الله فى الدنيا والآخرة قالا نعم فنـزلا فلما أصبحا خرج الخارج من الأرض مثل الذى كان يخرج من الطعام ومثليه معه فأكلوا حتى شبعوا ثم دخل فخرج إليهم بشراب فى إناء مثل الذى كان يخرج به كل يوم ومثليه معه فشربوا حتى رووا ثم دخل والتأمت الأرض فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال ما يعجلنا هذا طعام وشراب وقد علمنا سمتنا من الأرض امكث إلى العشاء فمكثا فخرج إليهم من الطعام والشراب مثل الذى خرج أول النهار فقال أحدهما لصاحبه امكث بنا حتى نصبح فلما أصبحا خرج إليهما بمثل ذلك ثم ركبا فانطلقا فأما أحدهما فلزم باب الملك حتى كان من خاصته وأما الآخر فأقبل على تجارته وعمله وكان ذلك الملك لا يكذب أحد فى زمانه من أهل مملكته كذبة يعرف بها إلا صلبه فبينما هم ليلة فى السمر يحدثونه مما رأوا من العجائب أنشأ ذلك الرجل يحدث فقال ألا أحدثك أيها الملك بحديث ما سمعت أعجب منه قط فحدث بحديث ذلك الرجل الذى رأى من أمره قال الملك ما سمعت بكذب قط أعظم من هذا والله لتأتينى على ما قلت ببينة أو لأصلبنك قال بينتى فلان قال ائتونى به فلما أتاه قال الملك إن هذا يزعم أنكما مررتما برجل ثم كان من أمره كذا وكذا قال الرجل أيها الملك أولست تعلم أن هذا كذب وهذا ما لا يكون ولو أنى حدثتك بهذا كان عليك من الحق أن تصلبنى عليه قال صدقت وبررت فأدخل الرجل الذى كتم عليه فى خاصته وسمره وأمر بالآخر فصلب فأما الذى كتم عليه منهما فقد أكرمه الله فى الدنيا والآخرة وأما الذى أظهر عليه فقد أهانه الله فى الدنيا والآخرة (الطبرانى عن أنس) [المناوى]
------------------------------------------------------
التخريج
أخرجه الطبرانى فى الأوسط (7 / 281 ، رقم 7500) . قال الهيثمى (10 / 305) : ((فيه محمد بن شعيب ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات على ضعف فى بعضهم يسير)) .
------------------------------------------------------
التعليقات العلمية
قال مقيده عفا الله عنه : محمد بن شعيب هو شيخ الطبرانى ، وقد أكثر عنه ، ونسبه قبله بأحاديث فقال : الأصفهانى . والظاهر أنه محمد بن شعيب التاجر شيخ أبى الشيخ ابن حيان الذى ترجم فى طبقات المحدثين بأصفهان وروى عنه ، فقال (4 / 43 ، ترجمة 540) : ((أبو عبد الله محمد بن شعيب التاجر توفى سنة ثلاثمائة حدث عن الرازيين بما لم نجده بالرى ولم نَكتب إلا عنه)) ، ثم ذكر له بعض أحاديث عنه عن عبد الرحمن بن سلمة الرازى ، وقد روى الطبرانى عن محمد بن شعيب الأصفهانى عن عبد الرحمن بن سلمة أكثر من عشرين حديثا فى مصنفاته . وحديثنا هذا مما رواه محمد بن شعيب عن عبد الرحمن بن سلمة الرازى ، وكلمة أبى الشيخ فيه على ما يبدو كلمة قدح شديد حيث قال ((حدث عن الرازيين بما لم نجده بالرى)) ، ويعنى ذلك أنه أدخل فى حديث أهل الرى ما لا يوجد عندهم ، وأفهمها على أنها كالاتهام له ، فإن أهل كل بلد أدرى بحديثهم ، فإذا وجد عند غيرهم حديث عنهم لا يعرفونه اتهموه ، والله أعلم .

ابحث

Google