إعلام ذوى الهمة العلية بما ذكرناه فى جامع الأحاديث من التراجم والفوائد والتعقبات العلمية

يعتبر جامع الأحاديث من أوسع كتب متون السنة الشريفة والذى صدر فى (13) مجلدا عن دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف الكويتية فى مشروع علمى تحت رعاية د . حسن عباس زكى وإشراف فضيلة الأستاذ الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية ، وقد كان للفقير عصام أنس الزفتاوى شرف رئاسة اللجنة التى قامت بتحقيقه ، كما قدمنا له بدراسة وافية شملت تراجم واسعة للسيوطى والمتقى الهندى والمناوى والنبهانى ، كما قدمت هذه الدراسة تحليلا جديدا لمؤلفاتهم من خلال رؤية منهجية جديدة لتحليل المصنفات ، بالإضافة إلى ذلك فقد تكلمت الدراسة عن منهج العمل ، وأهم الفوائد العلمية التى قدمها المشروع من مناقشات علمية وفوائد حديثية وتراجم لرواة تفردت الموسوعة بهم إلى غير ذلك ، وقد صدرت الموسوعة فى قرص مدمج بالإضافة إلى النسخة المطبوعة .
ومن الخدمات العلمية التى قدمناها : العديد من تراجم الرواة الذين لا ترجمة لهم فى الكتب المعروفة ، والعديد من الفوائد والتعقبات على الحفاظ ، مما نرجو أن نكون قد وفقنا فيه للصواب ، وهذه المدونة تعنى بجمع ما تناثر من ذلك فى ثنايا الكتاب ، وأوردناه هنا على ترتيب ورودها فى جامع الحديث مع ذكر نص الكلام بتمامه .

الاثنين، ١٧ سبتمبر ٢٠٠٧

121) الترجمة للحسين بن إسحاق التسترى شيخ الطبرانى وهو من الحفاظ وترجمته عزيزة ، وفيه التعقب على الحافظ الهيثمى بتعريف برجال إسناد قال عنه : ((فيه من ل

حديث (9995) أول من أشفع له يوم القيامة من أمتى أهل بيتى ثم الأقرب فالأقرب من قريش ثم الأنصار ثم من آمن بى واتبعنى من اليمن ثم من سائر العرب ثم الأعاجم وأول من أشفع له أولو الفضل (الطبرانى عن ابن عمر)
------------------------------------------------------
التخريج
أخرجه الطبرانى (12 / 421 ، رقم 13550) . قال الهيثمى (10 / 380) : ((فيه من لم أعرفهم)) . والحديث أورده الغمارى فى المغير (ص31) .
------------------------------------------------------
التعليقات العلمية
قال مقيده عفا الله عنه : شيخ الطبرانى فيه هو الحسين بن إسحاق التسترى ، ومن فوقه مشهورون من رجال التهذيب ، وأما الحسين بن إسحاق فقد أخرج له الطبرانى فى مصنفاته فى أكثر من (1200) موضع ، فلا بد من العناية ببيان حاله ، حتى لا يفسد أحاديثه علينا احتمال دخوله فيمن لم يعرفهم الهيثمى رحمه الله تعالى كما وقع هنا ، فإن الحسين هذا من الحفاظ الثقات كما ستعلم ، نعم ترجمته عزيزة فى المصادر المشهورة ، رغم كثرة حديثه وكثرة شيوخه وأصحابه وفيهم أئمة ، بما جعل النفس تقطع بأنه من الحفاظ ، وهو : الحسين بن إسحاق بن إبراهيم التسترى الدقيقى الحنبلى ، (ت 293 هـ) على الصحيح ، واشتهر بالحسين بن إسحاق التسترى ، وربما نسب إلى الدقيقى فحسب فقيل : الحسين بن إسحاق الدقيقى ، وربما نسب إلى أبيه وجده فحسب فقيل : الحسين بن إسحاق بن إبراهيم ، والكل واحد .
ولم نقف له على ترجمة شافية إلا عند ابن عساكر فى تاريخ دمشق فذكر جملة وافية من شيوخه وتلاميذه ، ولكنه لم يفصح عن درجته ولا مرتبته ، وعند الذهبى فى سير الأعلام وتاريخ الإسلام ، وإن كانت مختصرة ، فأفاد فيها على عادته رحمه الله .
أما الذهبى فقال فى السير : ((الحسين بن إسحاق بن إبراهيم التسترى الدقيقى سمع هشام بن عمار وسعيد بن منصور ويحيى الحمانى وشيبان بن فروخ وعبدالله بن ذكوان ودحيما وعلى بن بحر القطان وطبقتهم ، حدث عنه ابنه على وسهل بن عبد الله التسترى الصغير وأبو جعفر العقيلى وأبو محمد بن زبر وسليمان الطبرانى وآخرون ، وكان من الحفاظ الرحالة ، أرخ أبو الشيخ وفاته فى سنة تسعين ومئتين أكثر عنه أبو القاسم الطبرانى)) ، وقال فى تاريخ الإسلام : ((محدث رحال ثقة)) ، ثم ذكر خلافا فى وفاته فقيل : سنة (289 هـ) ، وقيل : (287 هـ) . ثم ذكره بعد ذلك لتصحيح وفاته فقال : ((الصحيح وفاته فى المحرم سنة ثلاثٍ وتسعين . وقيل : سنة تسعٍ وثمانين ، كما مر)) .ولنذيل على ما ذكره ابن عساكر والذهبى فنقول : ترجم له ابن نقطة فى تكملة الإكمال بترجمة مختصرة جدا تومئ إلى أنه لم يقف على حاله ، أو اشتبه عليه فظنه غير التسترى فقال : ((الحسين بن إسحاق الدقيقى حدث عن إبراهيم بن المستمر العروقى حدث عنه أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلى)) ، وترجم له الفراء وابن مفلح فى طبقات الحنابلة فقالا : ((ذكره أبو بكر الخلال فقال : شيخ جليل سمعت منه سنة خمس وسبعين (يعنى سنة 275 هـ) وقت خروجى إلى كرمان ، وكان عنده عن أبى عبد الله (يعنى الإمام أحمد) جزء مسائل كبار ، وكان رجلا مقدَّما ، رأيت موسى بن إسحاق القاضى يكرمه ويقدمه)) ، فمن كبار شيوخه : الإمام أحمد بن حنبل حيث ذكره الفراء فى الطبقة الأولى فيمن روى عن الإمام أحمد ، ومن كبار شيوخه أيضا : عثمان بن أبى شيبة ، ومن كبار أصحابه من الحفاظ : أبو عوانة صاحب المسند ، وابن قانع . وصحح حديثه عدة أئمة وخرجوا له فى صحاحهم فهو على شرط الصحيح عندهم ، فأخرج له الحاكم فى المستدرك ، وأبو نعيم فى المستخرج على صحيح مسلم ، والضياء فى المختارة ، والله أعلم . انظر : تاريخ دمشق (14 / 39-41 ، ترجمة 1515) ، سير الأعلام (14 / 57) ، تاريخ الإسلام (5 / 191 - 192 ، 257) ، طبقات الحنابلة (1 / 142 ، ترجمة 184) ، المقصد الأرشد لابن مفلح (1 / 343 ، ترجمة 365) ، تكملة الإكمال (2 / 599 ، ترجمة 2320) . المستدرك (1 / 289 ، رقم 642 ، 3 / 329 ، رقم 5270 ، 3 / 501 ، رقم 5871) ، المستخرج على مسلم (1 / 166 ، رقم 265 ، 3 / 37 ، رقم 2139 ، 3 / 290 ، رقم 2763) ، الأحاديث المختارة (فى خمسة عشر موضعا ، أولها 1 / 133 ، رقم 46) ، مسند أبى عوانة (1 / 505 ، رقم 1877 ، 3 / 399 ، رقم 5469) .

ابحث

Google