إعلام ذوى الهمة العلية بما ذكرناه فى جامع الأحاديث من التراجم والفوائد والتعقبات العلمية

يعتبر جامع الأحاديث من أوسع كتب متون السنة الشريفة والذى صدر فى (13) مجلدا عن دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف الكويتية فى مشروع علمى تحت رعاية د . حسن عباس زكى وإشراف فضيلة الأستاذ الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية ، وقد كان للفقير عصام أنس الزفتاوى شرف رئاسة اللجنة التى قامت بتحقيقه ، كما قدمنا له بدراسة وافية شملت تراجم واسعة للسيوطى والمتقى الهندى والمناوى والنبهانى ، كما قدمت هذه الدراسة تحليلا جديدا لمؤلفاتهم من خلال رؤية منهجية جديدة لتحليل المصنفات ، بالإضافة إلى ذلك فقد تكلمت الدراسة عن منهج العمل ، وأهم الفوائد العلمية التى قدمها المشروع من مناقشات علمية وفوائد حديثية وتراجم لرواة تفردت الموسوعة بهم إلى غير ذلك ، وقد صدرت الموسوعة فى قرص مدمج بالإضافة إلى النسخة المطبوعة .
ومن الخدمات العلمية التى قدمناها : العديد من تراجم الرواة الذين لا ترجمة لهم فى الكتب المعروفة ، والعديد من الفوائد والتعقبات على الحفاظ ، مما نرجو أن نكون قد وفقنا فيه للصواب ، وهذه المدونة تعنى بجمع ما تناثر من ذلك فى ثنايا الكتاب ، وأوردناه هنا على ترتيب ورودها فى جامع الحديث مع ذكر نص الكلام بتمامه .

الثلاثاء، ٢٥ سبتمبر ٢٠٠٧

158) بيان أن تخصيص الأحاديث الواردة فى مجالس الذكر بأن المقصود بها مجالس العلم فحسب تخصيص بلا مخصص ، وأن صرف الأحاديث عن معناها الأصلى إلى غيره بلا دل

حديث (10586) الأنبياء كلهم يدخلون الجنة قبل سليمان بن داود بأربعين عامًا وإن فقراء المسلمين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين عامًا وإن صالح العبيد يدخلون الجنة قبل الآخرين بأربعين عامًا وإن أهل المدن يدخلون الجنة قبل أهل الرُّسْتَاق بأربعين عامًا لفضل المدائن والجماعات والجمعات وحِلَق الذكر وإن كان بلاء خصوا به دونهم (الطبرانى عن معاذ)
------------------------------------------------------
التخريج
أخرجه الطبرانى (20 / 77 ، رقم 142) . قال الهيثمى (8 / 105) : ((فيه على بن سعيد الرازى ، وهو لين ، وبقية رجاله ثقات ، وفى بعضهم خلاف)) .
------------------------------------------------------
غريب الحديث
ومن غريب الحديث : ((الرستاق)) : القرية . ((وحِلَق الذكر)) : الحلقات والمجالس التى يذكر فيها اسم الله تعالى .
------------------------------------------------------
التعليقات العلمية
قال مقيده عفا الله عنه : الحلقات والمجالس التى يذكر فيها اسم الله تعالى ، بأى صورة من صور الذكر ، سواء كان ذكرا صريحا محضا خالصا كما يفعله القوم فى مجالسهم ، أو بما يشمل ذكر الله كمجالس العلم ، وتخصيص الحديث بالصورة الأخيرة وقصره عليها كما يقوله المنكرون من التخصيص بلا مخصص وهو باطل ، بل فيه استنباط معنى يكر على النص بالبطلان ، وهو باطل أيضا ، كما هو مقرر فى علم أصول الفقه ، فإن منطوق النص الصريح دال على فضل مجالس الذكر المحض ، والأحاديث واردة فيها أصالة ، وإدخال غيره فيها كمجالس العلم من باب التعميم ، أو القياس ، وإبطال المعنى الذى وردت فيه النصوص أصالة من أعجب التصرفات ، والتجرؤ على القول بأن مجالس الذكر لا دليل عليها ، هو افتراء على الله ، وما ورد عن بعض السلف فى هذا إنما هو لتعميم المعنى على ما يشمل ذكر الله كمجالس العلم ، وليس لقصره ولا لتخصيصه على هذه الصورة أو تلك ، والأحاديث فى مجالس الذكر صحيحة بل متواترة ، وقد أفرد الإمامان الجليلان السيوطى واللكنوى هذا الموضوع بالتصنيف ، وجمعا أدلته إسكاتا للمنكرين فى رسالتيهما : نتيجة الفكر فى الجهر بالذكر ، وسباحة الفكر فى الجهر بالذكر ، فانظرهما فإنهما نفيستان ، نعم يقع فى بعض مجالس الذكر تجاوزات ، وخروج عن بعض الآداب ، وربما يقع شىء من البدع ، نسأل الله أن يبصر القائمين عليها بذلك حتى يكتمل لها الفضل بالالتزام التام بالكتاب والسنة أصلا وفرعا وأدبا ، والله أعلم .

ليست هناك تعليقات:

ابحث

Google