إعلام ذوى الهمة العلية بما ذكرناه فى جامع الأحاديث من التراجم والفوائد والتعقبات العلمية

يعتبر جامع الأحاديث من أوسع كتب متون السنة الشريفة والذى صدر فى (13) مجلدا عن دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف الكويتية فى مشروع علمى تحت رعاية د . حسن عباس زكى وإشراف فضيلة الأستاذ الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية ، وقد كان للفقير عصام أنس الزفتاوى شرف رئاسة اللجنة التى قامت بتحقيقه ، كما قدمنا له بدراسة وافية شملت تراجم واسعة للسيوطى والمتقى الهندى والمناوى والنبهانى ، كما قدمت هذه الدراسة تحليلا جديدا لمؤلفاتهم من خلال رؤية منهجية جديدة لتحليل المصنفات ، بالإضافة إلى ذلك فقد تكلمت الدراسة عن منهج العمل ، وأهم الفوائد العلمية التى قدمها المشروع من مناقشات علمية وفوائد حديثية وتراجم لرواة تفردت الموسوعة بهم إلى غير ذلك ، وقد صدرت الموسوعة فى قرص مدمج بالإضافة إلى النسخة المطبوعة .
ومن الخدمات العلمية التى قدمناها : العديد من تراجم الرواة الذين لا ترجمة لهم فى الكتب المعروفة ، والعديد من الفوائد والتعقبات على الحفاظ ، مما نرجو أن نكون قد وفقنا فيه للصواب ، وهذه المدونة تعنى بجمع ما تناثر من ذلك فى ثنايا الكتاب ، وأوردناه هنا على ترتيب ورودها فى جامع الحديث مع ذكر نص الكلام بتمامه .

السبت، ٨ سبتمبر ٢٠٠٧

50) الترجمة لأحمد بن داود بن موسى المكى من شيوخ الطبرانى ، ولا ترجمة له فى الكتب المعروفة ، وفيه أيضا التعقب على الحافظ الهيثمى :

حديث (8820) إن من شقاء المرء فى الدنيا ثلاثة سوء الدار وسوء المرأة وسوء الدابة قيل ما سوء الدار قال ضيق ساحتها وخبث جيرانها قيل فما سوء الدابة قال منعها ظهرها وسوء طبعها قيل فما سوء المرأة قال عقر رحمها وسوء خلقها (الطبرانى عن أسماء بنت عميس)
------------------------------------------------------
التخريج
أخرجه الطبرانى (24 / 153 ، رقم 395) . قال الهيثمى (5 / 105) : ((فيه من لم أعرفهم)) .
------------------------------------------------------
التعليقات العلمية
قال مقيده عفا الله عنه : قال الطبرانى ((حدثنا أحمد بن داود المكى ثنا معاذ بن أسد ثنا عبد الله بن هارون عن محمد بن إسحاق عن أبى عمر عن حبيب بن سالم عن أسماء)) .
وشيخ الطبرانى لم نقف له على ترجمة مفردة فلنترجم له بما تيسر لنا عنه ، فنقول : هو أحمد بن داود بن موسى المكى أبو عبد الله المصرى ، سمى جدَّه : الدارقطنىُّ فى العلل والعقيلى وتمام وابن عبد البر وابن عساكر ، وكناه بأبى عبد الله : الطبرانى والعقيلى والدولابى ، وله مشيخة كبيرة مما يدل على اعتنائه بسماع الحديث ، وسمع منه كثيرون ، على رأسهم الطبرانى وأكثر عنه ، والعقيلى ، وذكرا أنهما سمعا منه بمصر ، وسمع منه أيضا الطحاوى والدولابى فهؤلاء أربعة من كبار الحفاظ ، وسمع منه آخرون ، وأخرج له الحاكم فى المستدرك وأبو نعيم فى المستخرج على مسلم والضياء فى المختارة ، وقد وقع فى عدة مصادر أنه بصرى ، وقع ذلك فى الميزان واللسان ونصب الراية وغيرها ، وقد روى عنه المصريون ، وصرح الطبرانى والعقيلى أنه حدثهما بمصر كما سبق . ولم أقف على كلام للمتقدمين فيه إلا أن الحاكم وأبا نعيم والضياء أخرجوا له فى صحاحهم ، وعندى أنه أحد المحدثين الثقات إلا أنه ليس بواسع الرحلة ، ومقتضى صنيع ابن عدى والذهبى والحافظ فى عدة تراجم أنه عندهم مأمون ، وذلك لأنهم جعلوا الحمل والنكارة فى أحاديث ذكروها فى عدة تراجم على من فوقه من شيوخه أو شيوخ شيوخه ، والقاعدة أن الحمل على الأعلى لا يكون إلا بعد براءة الأدنى ، وأمنه فى الحديث ، وإلا كان الحمل عليه أولى ، وقد سبق نظيره فى كلام الذهبى تحت طرف ((الإيمان معرفة بالقلب)) . والله أعلم . انظر : المعجم الكبير (7 / 339 ، رقم 6985) ، والمعجم الصغير (1 / 45 ، رقم 38) ، شرح معانى الآثار (1 / 24 ومواضع أخرى) ، العلل للدارقطنى (6 / 76) ، المستدرك (3 / 677 ، رقم 2285) ، المستخرج لأبى نعيم (3 / 97 ، رقم 6484) ، المختارة (5 / 68 ، رقم 1693 ومواضع أخرى كثيرة) ، العقيلى (2 / 21 ، 230 ، 297 ، 3 / 327 ، 4 / 184) ، الكنى للدولابى (ص 189 ، ترجمة أبى ثروان) ، الفوائد لتمام (2 / 181 ، رقم 1474) ، التمهيد (20 / 86) ، تاريخ دمشق (42 / 264) ، نصب الراية (2 / 477 ، 483) . وانظر التراجم التى جعلوا الحمل فيها على من فوقه : الكامل (5 / 207 ، ترجمة 1360 - 6 / 200 ، 407 ، ترجمة 1675 ، 1889) ، ميزان الاعتدال (2 / 457 ، ترجمة 2563 - 5 / 182 ، 204 ، 344 ، ترجمة 5917 ، 6010 ، 6450 ، 6 / 458 ، ترجمة 8635) ، اللسان (4 / 250 ، 275 ، 376 ، ترجمة 681 ، 777 ، 1113 ، 6 / 58 ، ترجمة 219) .
وبعد أن كتبت ما تقدم وقفت له على ترجمة فى مغانى الأخيار فى شرح أسامى رجال معانى الآثار للبدر العينى (1 / 20 ، ترجمة 45) قال فيها : ((أحمد بن داود بن موسى السدوسى : يكنى أبا عبد الله ، أحد مشايخ أبى جعفر الطحاوى الذين روى عنهم وكتب وحدث ، وذكره ابن يونس فى الغرباء ، وقال : بصرى قدم إلى مصر وأقام بها ، توفى بمصر ليلة الجمعة لثمان عشرة خلت من صفر سنة اثنتين وثمانين ومائتين ، وكان ثقة . قلت (القائل العينى) : كان يعرف بالمكى ، وكثيرًا ما يقول أبو جعفر فى روايته : حدثنا أحمد بن داود المكى . وروى عنه الطبرانى أيضًا)) ، ثم رأيت الشيخ الألبانى فى الضعيفة (2 / 155) ذكر أنه لم يجد له ترجمة ، وفى (5 / 57) ذكر أنه ثقة كما بينه الشيخ حماد الأنصارى فى كتابه ((بلغة القاصى والدانى فى تراجم شيوخ الطبرانى)) ( 39 / 72 ) ، ولم نقف على هذا المصنف المهم يسره الله لنا .
فصح ما وقع فى عدة مصادر أنه بصرى ، وما وقع فى أخرى أنه مصرى ، وكلاهما صحيح ليس بتصحيف ، وصح أيضا - والحمد لله - ما ذهبنا إليه من توثيقه ، وبان أيضا فائدة ما جمعناه عن أحمد بن داود هذا مما يذيل به على ترجمة العينى له ، وأن جمع أخبار الراوى وحديثه ومروياته على طريقة المتقدمين وإنشاء ترجمة له من ذلك هى طريق صحيح موصل للعلم بالراوى ، والحمد لله على التوفيق للصواب .
عود : أما بقية رجال الإسناد فمعروفون من رجال التهذيب : معاذ بن أسد ، وعبد الله بن هارون بن أبى عيسى ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، وحبيب بن سالم ، وجميعهم من رجال الصحيح إلا عبد الله بن هارون وهو صدوق ، ويبقى فى الإسناد : أبو عمر الواسطة بين حبيب وابن إسحاق ، ولعله : عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان فكنيته أبو عمر ، وهو ثقة عالم بالمغازى من رجال التهذيب ، وهو من شيوخ ابن إسحاق ، وقد فتشت فى شيوخه المذكورين فى التهذيب فلم أجد من يكنى أبا عمر غيره ، فإن صح هذا علمت أن رجاله كلهم معروفون موثقون ، لكن يحتمل انقطاعه بين عبد الله بن هارون وابن إسحاق ، وإنما يروى عبد الله بن هارون عن أبيه هارون بن أبى عيسى كاتب ابن إسحاق عن ابن إسحاق ، ولم يذكروا روايته عن ابن إسحاق مباشرة ، والله أعلم .

ابحث

Google