حديث (8498) إن للمؤمن حقا (الطبرانى ، وابن عساكر عن واثلة بن الخطاب القرشى قال دخل رجل المسجد والنبى صلى الله عليه وسلم وحده فتحرك له فقيل يا رسول الله المكان واسع قال فذكره . الطبرانى عن واثلة بن الأسقع)
------------------------------------------------------
التخريج
حديث واثلة بن الخطاب : أخرجه ابن عساكر (57 / 45) من طريق محمد بن يوسف الفريابى نا أبو الأسود مجاهد بن فرقد الطرابلسى نا واثلة بن الخطاب القرشى . وأخرجه أيضا : ابن قانع (3 / 182 ، ترجمة 1159) من وجه آخر عن مجاهد فقال : مجاهد بن رومى ، وأورده الحافظ فى ترجمته من الإصابة (6 / 592 ، ترجمة 9094) .
حديث واثلة بن الأسقع : أخرجه الطبرانى (22 / 95 ، رقم 228) عن أبى عمير بن النحاس عن الفريابى عن أبى الأسود عن واثلة به . قال الهيثمى (8 / 40) : ((رجاله ثقات إلا أن أبا عمير عيسى بن محمد النحاس لم أجد له سماعًا من أبى الأسود والله أعلم)) .
------------------------------------------------------
التعليقات العلمية
قال مقيده عفا الله عنه : كأنه سقط من نسخة الهيثمى رحمه الله ((الفريابى)) ، وقد أسنده الطبرانى هكذا غير منسوبين ، وجعله تحت مسند واثلة بن الأسقع ، من ثم قال الهيثمى : عن واثلة يعنى ابن الأسقع . والذى ذكره غير الطبرانى أن واثلة راوى الحديث هو واثلة بن الخطاب ، ذكروا ذلك فى ترجمته تبعا لما ورد عن مجاهد بن فرقد الراوى عنه ، وفى ترجمة مجاهد بن فرقد ، ولم يذكروا له رواية عن واثلة بن الأسقع ، ولواثلة بن الأسقع أحاديث أخرى رواها ، بخلاف واثلة بن الخطاب فلم يذكروا له إلا هذا الحديث .
وحديث واثلة بن الخطاب ذهب أبو حاتم (الجرح والتعديل 8 / 320 ، ترجمة 1478) إلى أنه مرسل ، لكن أثبت الحافظ صحبته ، وأنه عدوى قرشى من رهط سيدنا عمر بن الخطاب . ونبه الحافظ على النكتة التى بها يتأيد صنيع الطبرانى من جعله الحديث من مسند واثلة بن الأسقع ، فقال الحافظ : ((قال أبو موسى سماه زفر بن هبيرة عن إسماعيل [بن عياش] عن مجاهد بن رومى ، كذا أخرجه ابن قانع ، وأخرجه أبو بكر بن أبى على فى الصحابة ، وأورد حديثه من طريق قتيبة بن مهران عن إسماعيل فقال عن مجاهد بن فرقد عن واثلة بن الخطاب . قال أبو موسى : وأظنه صحفه . قلت (القائل الحافظ) : إنما صحف والد الصحابى المشهور ، وأما والد مجاهد فأصاب فيه)) . والصحابى المشهور فى باب واثلة إنما هو ابن الأسقع، وقد نعته الحافظ فى التقريب بأنه صحابى مشهور ، وقد أسلم قبل تبوك ، وشهدها مع النبى صلى الله عليه وسلم ، وكان من أهل الصفة ، ثم نزل الشام ، وتوفى رضى الله عنه عن مائة وخمس سنة ، وذلك سنة 83 هـ ، فإذا صح ما نقلناه وفهمناه عن الحافظ ، فيكون ذلك ميل من الحافظ إلى أن الحديث صوابه عن واثلة بن الأسقع ، وأن من قال : ابن الخطاب صحفه . وقد اختلف فى كنية واثلة بن الأسقع ، ومما قيل فى كنيته أنه أبو الخطاب ، فعلى هذا القول يحتمل أن يكون دخل التصحيف من هنا فانقلب على راويه من واثلة أبى الخطاب إلى واثلة بن الخطاب ، وقد علمت أن قائل ذلك إنما هو مجاهد بن فرقد ، فقد أُسند عنه من وجوه ، فيكون الوهم منه ، وقد قال فيه الذهبى وتبعه الحافظ فى اللسان : حديثه منكر ، تكلم فيه .
وهناك احتمال ثالث للحديث يفهم منه قول أبى حاتم مرسل ، فقد أسند ابن عساكر فى ترجمة مجاهد ابن فرقد عن أبى أحمد الحاكم قال : أبو الأسود مجاهد بن فرقد الصنعانى سمع واثلة بن الخطاب العدوى ابن بنت واثلة بن الأسقع وأبا منيب الجرشى ، روى عنه إسماعيل بن عياش أبو عتبة العنسى ومحمد بن يوسف الفريابى ...)) ، ثم أفرد ابن عساكر (62 / 369) واثلة بن الخطاب ابن بنت واثلة بن الأسقع بالترجمة عقب ترجمة واثلة بن الخطاب العدوى ، وذكر له روايته عن أبيه عن جده ، فلعل قول أبى حاتم ((مرسل)) إيماء منه إلى أن واثلة بن الخطاب فى الحديث هنا هو ذا ، لا العدوى المتقدم . ولواثلة هذا الثالث ابن بنت واثلة بن الأسقع ذكر فى شيوخ الوليد بن سليمان بن أبى السائب ، كما فى التهذيب (31 / 18 ، ترجمة 6708) .
فيحصل ثلاثة احتمالات فى واثلة راوى الحديث : أولهما : أنه واثلة بن الخطاب العدوى ، وعليه أغلب من روى الحديث ، أو ترجموا لواثلة هذا . ثانيهما : أنه واثلة بن الأسقع ، وعليه الطبرانى ، وتبعه الهيثمى ، وربما يفهم من كلام أبى موسى والحافظ . ثالثهما : أنه واثلة بن الخطاب ابن بنت واثلة بن الأسقع ، فيكون مرسلا ، وهو ما يؤخذ من مجموع كلام أبى حاتم ، وأبى أحمد الحاكم ، والله تعالى أعلم .انظر ترجمة ابن الخطاب : الإصابة (6 / 592 ، ترجمة 9094) . وترجمة ابن الأسقع : مشاهير علماء الأمصار (ص51 ، ترجمة 329) ، الإصابة (6 / 561 ، ترجمة 9093) ، تهذيب الكمال (30 / 393 ترجمة 6659) ، تهذيب التهذيب (11 / 89 ترجمة 174) ، والتقريب (ص 579 ، ترجمة 7379) . وترجمة مجاهد بن فرقد : الجرح والتعديل (8 / 320 ، ترجمة 1478) ، وتاريخ دمشق (57 / 44 ، ترجمة 7212) ، والميزان (6 / 25 ، ترجمة 7079) ، واللسان (5 / 16 ، ترجمة 59) .
------------------------------------------------------
التخريج
حديث واثلة بن الخطاب : أخرجه ابن عساكر (57 / 45) من طريق محمد بن يوسف الفريابى نا أبو الأسود مجاهد بن فرقد الطرابلسى نا واثلة بن الخطاب القرشى . وأخرجه أيضا : ابن قانع (3 / 182 ، ترجمة 1159) من وجه آخر عن مجاهد فقال : مجاهد بن رومى ، وأورده الحافظ فى ترجمته من الإصابة (6 / 592 ، ترجمة 9094) .
حديث واثلة بن الأسقع : أخرجه الطبرانى (22 / 95 ، رقم 228) عن أبى عمير بن النحاس عن الفريابى عن أبى الأسود عن واثلة به . قال الهيثمى (8 / 40) : ((رجاله ثقات إلا أن أبا عمير عيسى بن محمد النحاس لم أجد له سماعًا من أبى الأسود والله أعلم)) .
------------------------------------------------------
التعليقات العلمية
قال مقيده عفا الله عنه : كأنه سقط من نسخة الهيثمى رحمه الله ((الفريابى)) ، وقد أسنده الطبرانى هكذا غير منسوبين ، وجعله تحت مسند واثلة بن الأسقع ، من ثم قال الهيثمى : عن واثلة يعنى ابن الأسقع . والذى ذكره غير الطبرانى أن واثلة راوى الحديث هو واثلة بن الخطاب ، ذكروا ذلك فى ترجمته تبعا لما ورد عن مجاهد بن فرقد الراوى عنه ، وفى ترجمة مجاهد بن فرقد ، ولم يذكروا له رواية عن واثلة بن الأسقع ، ولواثلة بن الأسقع أحاديث أخرى رواها ، بخلاف واثلة بن الخطاب فلم يذكروا له إلا هذا الحديث .
وحديث واثلة بن الخطاب ذهب أبو حاتم (الجرح والتعديل 8 / 320 ، ترجمة 1478) إلى أنه مرسل ، لكن أثبت الحافظ صحبته ، وأنه عدوى قرشى من رهط سيدنا عمر بن الخطاب . ونبه الحافظ على النكتة التى بها يتأيد صنيع الطبرانى من جعله الحديث من مسند واثلة بن الأسقع ، فقال الحافظ : ((قال أبو موسى سماه زفر بن هبيرة عن إسماعيل [بن عياش] عن مجاهد بن رومى ، كذا أخرجه ابن قانع ، وأخرجه أبو بكر بن أبى على فى الصحابة ، وأورد حديثه من طريق قتيبة بن مهران عن إسماعيل فقال عن مجاهد بن فرقد عن واثلة بن الخطاب . قال أبو موسى : وأظنه صحفه . قلت (القائل الحافظ) : إنما صحف والد الصحابى المشهور ، وأما والد مجاهد فأصاب فيه)) . والصحابى المشهور فى باب واثلة إنما هو ابن الأسقع، وقد نعته الحافظ فى التقريب بأنه صحابى مشهور ، وقد أسلم قبل تبوك ، وشهدها مع النبى صلى الله عليه وسلم ، وكان من أهل الصفة ، ثم نزل الشام ، وتوفى رضى الله عنه عن مائة وخمس سنة ، وذلك سنة 83 هـ ، فإذا صح ما نقلناه وفهمناه عن الحافظ ، فيكون ذلك ميل من الحافظ إلى أن الحديث صوابه عن واثلة بن الأسقع ، وأن من قال : ابن الخطاب صحفه . وقد اختلف فى كنية واثلة بن الأسقع ، ومما قيل فى كنيته أنه أبو الخطاب ، فعلى هذا القول يحتمل أن يكون دخل التصحيف من هنا فانقلب على راويه من واثلة أبى الخطاب إلى واثلة بن الخطاب ، وقد علمت أن قائل ذلك إنما هو مجاهد بن فرقد ، فقد أُسند عنه من وجوه ، فيكون الوهم منه ، وقد قال فيه الذهبى وتبعه الحافظ فى اللسان : حديثه منكر ، تكلم فيه .
وهناك احتمال ثالث للحديث يفهم منه قول أبى حاتم مرسل ، فقد أسند ابن عساكر فى ترجمة مجاهد ابن فرقد عن أبى أحمد الحاكم قال : أبو الأسود مجاهد بن فرقد الصنعانى سمع واثلة بن الخطاب العدوى ابن بنت واثلة بن الأسقع وأبا منيب الجرشى ، روى عنه إسماعيل بن عياش أبو عتبة العنسى ومحمد بن يوسف الفريابى ...)) ، ثم أفرد ابن عساكر (62 / 369) واثلة بن الخطاب ابن بنت واثلة بن الأسقع بالترجمة عقب ترجمة واثلة بن الخطاب العدوى ، وذكر له روايته عن أبيه عن جده ، فلعل قول أبى حاتم ((مرسل)) إيماء منه إلى أن واثلة بن الخطاب فى الحديث هنا هو ذا ، لا العدوى المتقدم . ولواثلة هذا الثالث ابن بنت واثلة بن الأسقع ذكر فى شيوخ الوليد بن سليمان بن أبى السائب ، كما فى التهذيب (31 / 18 ، ترجمة 6708) .
فيحصل ثلاثة احتمالات فى واثلة راوى الحديث : أولهما : أنه واثلة بن الخطاب العدوى ، وعليه أغلب من روى الحديث ، أو ترجموا لواثلة هذا . ثانيهما : أنه واثلة بن الأسقع ، وعليه الطبرانى ، وتبعه الهيثمى ، وربما يفهم من كلام أبى موسى والحافظ . ثالثهما : أنه واثلة بن الخطاب ابن بنت واثلة بن الأسقع ، فيكون مرسلا ، وهو ما يؤخذ من مجموع كلام أبى حاتم ، وأبى أحمد الحاكم ، والله تعالى أعلم .انظر ترجمة ابن الخطاب : الإصابة (6 / 592 ، ترجمة 9094) . وترجمة ابن الأسقع : مشاهير علماء الأمصار (ص51 ، ترجمة 329) ، الإصابة (6 / 561 ، ترجمة 9093) ، تهذيب الكمال (30 / 393 ترجمة 6659) ، تهذيب التهذيب (11 / 89 ترجمة 174) ، والتقريب (ص 579 ، ترجمة 7379) . وترجمة مجاهد بن فرقد : الجرح والتعديل (8 / 320 ، ترجمة 1478) ، وتاريخ دمشق (57 / 44 ، ترجمة 7212) ، والميزان (6 / 25 ، ترجمة 7079) ، واللسان (5 / 16 ، ترجمة 59) .